Details, Fiction and حوار مع النخبة



ولما أمر تعالى بهذه الأوامر الحسنة، ووصى بالوصايا المستحسنة، وكان لا بد من وقوع تقصير من المؤمن بذلك، أمر الله تعالى بالتوبة، فقال: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لأن المؤمن يدعوه إيمانه إلى التوبة ثم علق على ذلك الفلاح، فقال: لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ فلا سبيل إلى الفلاح إلا بالتوبة، وهي الرجوع مما يكرهه الله، ظاهرا وباطنا، إلى: ما يحبه ظاهرا وباطنا، ودل هذا، أن كل مؤمن محتاج إلى التوبة، لأن الله خاطب المؤمنين جميعا، وفيه الحث على الإخلاص بالتوبة في قوله: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ أي: لا لمقصد غير وجهه، من سلامة من آفات الدنيا، أو رياء وسمعة، أو نحو ذلك من المقاصد الفاسدة.

أي: لقد رحمنا عبادنا، وأنزلنا إليهم آيات بينات، أي: واضحات الدلالة، على جميع المقاصد الشرعية، والآداب المحمودة، والمعارف الرشيدة، فاتضحت بذلك السبل، وتبين الرشد من الغي، والهدى من الضلال، فلم يبق أدنى شبهة لمبطل يتعلق بها، ولا أدنى إشكال لمريد الصواب، لأنها تنزيل من كمل علمه، وكملت رحمته، وكمل بيانه، فليس بعد بيانه بيان لِيَهْلِكَ بعد ذلك مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ممن سبقت لهم سابقة الحسنى، وقدم الصدق، إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ أي: طريق واضح مختصر، موصل إليه، وإلى دار كرامته، متضمن العلم بالحق وإيثاره والعمل به.

 «والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعةِ» جمع قاع: أي فيلاه وهو شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري «يحسبه» يظنه «الظمآن» أي العطشان «ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئا» مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقه ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه لم يجد عمله أي لم ينفعه «ووجد الله عنده» أي عند عمله «فوفَّاه حسابه» أي جازاه عليه في الدنيا «والله سريع الحساب» أي المجازاة.

وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أي: إذا صار بينهم وبين أحد حكومة، ودعوا إلى حكم الله ورسوله إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ يريدون أحكام الجاهلية، ويفضلون أحكام القوانين غير الشرعية على الأحكام الشرعية، لعلمهم أن الحق عليهم، وأن الشرع لا يحكم إلا بما يطابق الواقع

 «يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان» أي طرق تزينه «ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه» أي المتبع «يأمر بالفحشاء» أي القبيح «والمنكر» شرعاً باتباعها «ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم» أيها العصبة بما قلتم من الإفك «من أحد أبداً» أي ما صلح وطهر من هذا الذنب بالتوبة منه «ولكن الله يزكي» يطهر «من يشاء» من الذنب بقبول توبته منه عقارات «والله سميع» بما قلتم «عليم» بما قصدتم.

لقد أنزلنا على محمد صلى الله عليه وسلم آيات واضحات دالّات على طريق الحق، والله يوفّق من يشاء إلى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه، فيوصله ذلك الطريق إلى الجنة.

متابعة الأداء: يمكن أولياء الأمور متابعة أداء أبنائهم الأكاديمي بشكل دوري وسهل.

وليطلب العفة عن الزنى الذين لا يستطيعون الزواج لفقرهم إلى أن يغنيهم الله من فضله الواسع، والذين يطلبون مكاتبة أسيادهم من العبيد على دفع مال ليتحرّروا، فعلى أسيادهم أن يقبلوا منهم ذلك إن علموا فيهم القدرة على الأداء والصلاح في الدين، وعليهم أن يعطوهم من مال الله الذي أعطاهم بأن يحطّوا عنهم جزءًا مما كاتبوهم على دفعه، ولا تجبروا إماءكم على الزنى بحثًا عن المال - كما فعل عبد الله بن أُبيّ بأمَتَيْه حين طلبتا التعفف والبعد عن الفاحشة - لتطلبوا ما تكسبه بفرجها، ومن يجبرهنّ منكم على ذلك فإن الله من بعد الإجبار لهن غفور لذنبهنّ، رحيم بهنّ؛ لأنهنّ مُكرهات، والإثم على مُكْرِههنّ.

كلّ خبيث من الرجال والنساء والأقوال والأفعال مناسب وموافق لما هو خبيث، وكل طيب من ذلك مناسب وموافق لما هو طيب، أولئك الطيبون والطيبات مُبَرَّؤون مما يقوله عنهم الخبيثون والخبيثات، لهم مغفرة من الله يغفر بها ذنوبهم، ولهم رزق كريم وهو الجنة.

ويدرأ اتبع الرابط عنها، أي: يدفع عنها العذاب، إذ قابلت شهادات الزوج، بشهادات من جنسها.

 «ليجزيهم الله أحسن ما عملوا» أي ثوابه وأحسن بمعنى حسن «ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاءُ بغير حساب» يقال فلان ينفق بغير حساب: أي يوسع كأنه لا يحسب ما ينفقه.

 «ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم» أيها العصبة أي خضتم «فيه عذاب عظيم» في الآخرة.

أي: هذه سُورَةٌ ْ عظيمة القدر أَنْزَلْنَاهَا ْ رحمة منا بالعباد، وحفظناها من كل شيطان وَفَرَضْنَاهَا ْ أي: قدرنا فيها ما قدرنا، من الحدود والشهادات وغيرها، وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ْ أي: أحكاما جليلة، وأوامر وزواجر، وحكما عظيمة لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ْ حين نبين لكم، ونعلمكم ما لم تكونوا تعلمون.

ومن حكمته تعالى، أن بين الحكم، وهو: النهي عن اتباع خطوات الشيطان.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *